السبت، 22 يناير 2011

قصيدة عزة المسلمين للشاعر محمد إقبال

من ذا الذي رفع السيوف
ليرفع أسمك فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالا في الجبال وربما سرنا
علـى مـوج البحـار بحـارا
بمعابد الإفرنـج كـان آذاننـا
قبل الكتائب يفتـح الأمصار
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤهـا
سجداتنا والأرض تقذف نـارا
وكأن ظل السيف ظـل حديقـة
خضراء تنبت حولنا الأزهـار
لـم نخـش طاغوتـا يحاربنـا
ولو نصب المنايا حولنا أسوارا
ندعو جهارا لا إله سوى الـذي
صنع الوجود وقـدر الأقدار
ورؤسنا يـارب فـوق اكفنـا
نرجوا ثوابك مغنمـا وجـوارا
كنا نري الأصنام مـن ذهـب
نهدمهـا ونهـدم فوقهاالكفـارا
لو كان غير المسلمين لحازهـا
كنزا وصاغ الحلي والد ينـارا
ومن الألى ِِِِحملوا بعزم أكفهم
باب المدينة يوم غزوة خيبرا
أم من رمى نار المجوس فأطفئت
وأبان وجه الحق أبلج نيرا
ومن الذي بذل الحياة رخيصة
ورأى رضاك أعز شئ فاشترى
نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم
والحرب تسقي الأرض جاما أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا
في مسمع الروح الأمين فكبرا
ما بال أغصان الصنوبر قد نأت
عنها قماريها بكل مكان
وتعرت الأشجار من حلل الربى
وطيورها فرت إلى الوديان
يارب إلا بلبلا لم ينتظر
وحي الربيع ولا صبا نيسان
ألحانه بحر جرى متلاطما
فكأنه الحاكي عن الطوفان
يا ليت قومي يسمعون شكاية
هي في ضميري صرخة الوجدان
اسمعهموا يارب ما ألهمتني
وأعد إليهم يقظة الإيمان
أنا أعجمي الدن لكن خمرتي
صنع الحجاز وكرمها الفينان
إن كان لي نغم الهنود ولحنهم
لكن هذا الصوت من عدنان




هناك تعليق واحد: